تقنيات تحليل نص

يوم mercredi 1 juillet 2009 القسم : 0 التعليقات
تقنيات تحليل نص
1- مقدمة:
اعتبارا للطابع المهني الذي يسم هذا الامتحان ، توخينا التخفيف ما أمكن من الحمولة الأكاديمية للتقنيات المقترحة بصدد تحليل نص ، و توجيه المترشح بالتالي نحو استثمار تجربته المهنية و معطيات الواقع المعيش في قراءته للنصوص و التعامل النقدي معها في ذات الآن .
و بما أن تحليل النص يخضع لمقاربات متعددة تعدد الخلفيات الفكرية و العلمية المنطلق منها في إنتاجه ، فإن المراحل و التقنيات المقترحة هنا ما هي إلا دليل عمل ، فهي قابلة للإضافة و التعديل ؛ إذ المقصود منها ليس وضع المترشح ضمن نمط تحليلي محدد ، بل مده بجملة من المؤشرات القمينة بحفزه على البحث و إعمال الجهد الذاتي و التعامل المرن مع الأفكار .
2 – القدرات المستهدفة :
حرصا على وضوح الرؤية و مساعدة المترشح على التقويم الذاتي ، يكفيه أن يبرهن من خلال التحليل على القدرات التالية :
1.2– أن يتمكن من طرح الإشكالية التي يتمحور حولها النص .
2.2– أن يحلل النص تفكيكا و تفسيرا ( تحديد مكوناته الأساسية ، تفسير مضامينها دلالة على فهم ما تهدف إليه .).
3.2– أن يقوم النص ( التعامل النقدي مع النص ، وضع مضامينه على محك التجربة المهنية أو الواقع المعيش ).
3 – المراحل و التقنيات المقترحة :
انسجاما مع ما تمت الإشارة إليه في التقديم ، و عملا على تبسيط المنظور التحليلي المقترح ، و كذا توسيع إطاره الذي نرومه محكوما بالهاجس التكويني في الدرجة الأولى ، نقترح ورقتين :
* الورقة الأولى هدفها الاستئناس بمختلف المراحل و التقنيات التي يمكن توظيفها في تحليل نص مفتوح ( و نقصد هنا غير الموجه أو غير المذيل بأسئلة ) .
* الورقة الثانية هدفها الاستئناس بالمراحل و التقنيات الممكن توظيفها في نص موجه (أي مذيل بأسئلة ) .
و نؤكد منذ البداية على التداخل الكائن بين الورقتين ، خاصة على مستوى إمكانية الاستفادة من المعطيات الواردة في الورقة الأولى لإغناء الورقة الثانية .
كما نؤكد أيضا – و حرصا على الشفافية التي يجب الالتزام بها في هذا المجال – بأن الورقة الثانية هي المرتبطة أكثر بشكل الامتحان المنتظر ، بمعنى أن النص الذي سيتم طرحه في الامتحان سيكون نصا مذيلا بأسئلة ( سؤالين أو أكثر ) . لذلك حرصنا على تقديم المعطيات الأساسية بصدده من خلال مثال في صورة عناصر ميسرة للجواب ، تجنبا للتنميط والنسج على المنوال .
1.3 – الورقة الأولى ( المراحل و التقنيات المقترحة بصدد نص مفتوح ) :
1.1.3 – طرح إشكالية النص :
- - أي القضية المحورية التي يدور حولها النص .
- بما أن الأمر يتعلق بإشكالية ، فمعنى هذا أن هذه القضية تختزل مجموعة من المشاكل المترابطة . لذا يحسن الانطلاق في تركيبها من الكل إلى الجزء : طرح القضية/ الإشكالية في مجملها ، ثم بيان أبعادها و طرحها في صيغة تساؤلية أو تقريرية تمهيدا لعملية التفكيك / التفسير .
- تيسيرا لإنجاز العمليات المذكورة يمكن الوقوف عند ما يمكن أن نسميه بمفاتيح النص : مصطلحات و مفاهيم أساسية ، عبارات دالة ( يمكن أن يكون التكرار دلالة هنا ) ...
- - يمكن ، قبل طرح الإشكالية ، إنجاز مدخل يركز فيه على :
* بيان نوع النص ( مقتطف من عمل أكاديمي ، من مقالة ... ).
* وضع النص في إطاره الفكري و العلمي (حقله المعرفي : علم الاجتماع ، علم الاقتصاد ، علوم التربية...انتمائه ضمن هذا الحقل ، أي المدرسة أو الاتجاه الذي يندرج فيه) وستكون مناسبة للتعرض لشخصية صاحب النص و الظروف السوسيو- تاريخية المساهمة في إفراز النص .
2.1.3 – تفكيك النص :
- بناء هيكلة خاصة للنص بإبراز مكوناته الأساسية و ترتيبها .
- مراعاة مدى الانسجام الكائن بين هذه الهيكلة و بين ما سبق طرحه في المرحلة الأولى .
- تفسير كل مكون على حدة مع الحرص على ألا تتخذ عملية التفسير طابع اجترار منطوق النص . فالتفسير هنا محاولة لإعادة إنتاج مفصلة للنص عن طريق المجهود الذاتي للمترشح في تمثل محتوياته ، على أساس أن محلل النص يعتبر وسيطا بين صاحب النص وبين قارئه العادي .
- الحرص على أن تتخذ عملية التفسير طابع محاورة النص من داخله أي الانسياق في نفس توجهه سعيا وراء تبسيط معطياته .
لذلك يندرج ضمن عملية التفسير :
* التعليل : محاولة الكشف عن المبرارات و الأسباب المفسرة للتوجه الذي يحكم مضامين مكوناته .
* التأويل : محاولة الكشف عن المسكوت عنه في النص و الذي يوحي به منطوق النص ، أي إعطاء مضامين النص معنى لا يكون ظاهرا و لكنه مستشف من العبارات أو المصطلحات ... الموظفة في النص .
* مقابلة أفكار النص بأفكار نصوص أخرى تندرج في نفس توجهه سواء كانت لنفس الكاتب أو لمن يتفق معه من الكتاب الآخرين ، و ذلك إمعانا في فهم أبعاد توجهه .
* إغناء النص بأمثله تعزز ما يذهب إليه أو توضح ما يبدو غامضا فيه .
* توضيح منطق النص : الآليات المعتمدة في الإقناع ، نوع المقولات الفكرية المروجة ( افتراضات ، استنتاجات ، مقارنات ... ).
- - التحليل المقترح هنا لا ينفصل عن عملية التركيب التي آثرنا عدم التنصيص عليها كمرحلة منفصلة توخيا للتبسيط . فما تمت الإشارة إليه آنفا من : إغناء مضامين النص بإضافات مستقاة من الأدبيات أو من الواقع في إطار التعمق في فهمه ، الخروج باستنتاجات ، الربط بين الأفكار ، هيكلة النص بإبرازمكوناته الأساسية و ترتيبها ، كل ذلك من صميم عملية التركيب .
3.1.3 – تقويم النص :
- - أي مناقشته و مقاربته مقاربة نقدية .
- - عادة ما يميز في هذا الصدد بين التقويم الداخلي الذي يتم من داخل النص و بين التقويم الخارجي الذي يتم من خارج النص : من خلال نصوص أخرى أو من خلال الواقع .
- - وعلى العموم يمكن أن يتم التقويم بنوعيه على المستويات التالية :
* المنطق المعتمد في النص : قد يكون مفتقرا إلى التماسك ( تناقضات / مفارقات) ، قد يكون قاصرا عن الإقناع و التأثير و تحقيق الهدف المتوخى منه نظرا لبعض العبارات أو الأفكار المروجة ضمنه .
* مدى انسجامه مع الانتماء الفكري أو العلمي للكاتب و مع إطاره السوسيو- تاريخي .
* مدى الصحة العلمية و الواقعية للأفكار المطروحة ضمنه ( وهنا يمكن الاستعانة باستشهادات مستقاة من نصوص كتاب آخرين بمن في ذلك أولئك الذين ينتمون لنفس التوجه الفكري و العلمي لصاحب النص ، كما يمكن الاستعانة بأمثلة مستمدة من الواقع بصفة عامة).
* مدى ملاءمة أفكار النص للواقع المغربي ككل أو للواقع المهني للمترشح بصفة خاصة ، أو ما يمكن أن نسميه بمدى وظيفية النص . و المتوخى هنا هو حث المترشح على فتح آفاق للنص على واقعه المعيش أو على تجربته المهنية ، لكي يصبح نصا وظيفيا قمينا بأن يستثمر لإغناء ذلك الواقع أو هذه التجربة .
وهنا يمكن إضافة التعديلات التي يراها المترشح ضرورية لتكييف النص مع خصوصية الواقع أو الممارسة المهنية ( ما ينبغي الاستغناء عنه من أفكار النص ، ما يمكن تبنيه مع الإضافة و التعديل ...).
وتجدر الإشارة أخيرا إلى أن تقويم النص لا يشمل بالضرورة جميع الأفكار المطروحة ضمنه ، بل يستحسن الوقوف عند ما هو أساسي منها ، خصوصا و أن محاولة الدخول في جميع تفاصيل النص قد توقع المحلل في الإطناب

0 التعليقات :

تصميم وتطوير عالم المهووسين