التعليم في ألمانيا

يوم jeudi 17 juillet 2008 القسم : 1 التعليقات

تعتبر ألمانيا من إحدى أفقر دول العالم من ناحية الموارد فأرضها ليست غنية بالموارد الطبيعيـة لذلك كانت سياسة ألمانيا تقوم على الاعتماد على القدرات الإنسانية والعامل البشري وتطويره ॥ وهو هـنا التعليم وخاصة الاعتماد على الأيدي العاملة المهـنية المدربـة ، ومن أجل ذلك تعتبر الصناعة الألمانية من أفضل الصناعات العالمية ولا تستطيع منافستها أي صناعة حتى الأمريكية واليابانية।توظف ألمانيا بسبب هذه السياسة الكثير من الأموال حيث أنفقت الجهات الحكومية 151.9 مليار مارك على التعليم المدرسي والجامعي في عام 1994م .


التعليم المدرسي
يبلغ عدد المدارس في ألمانيا أكثر من 52400 مدرسة يتعلم فيها أكثر من 12।2 مليون تلميذ، ويعلم فيها على ما يزيد على 772600 معلم ، يعتبر التعليم من مسؤولية الولايات وجزء من سيادتهم الدستورية ، ولكن حكومات الولايات تنسق فيما بينها من خلال “مؤتمرات وزارة الثقافة في الولايات” .التعليم في ألمانيا إلزامي ، ويبدأ من سن السادسة وحتى الثامنة عشرة أي لمدة 12 عاماً ، حيث يجب على الطلبة أداء إلزامية التعليم العام وهي 9 سنوات ، ثم سنتين لأداء إلزامية التعليم المهـني في المدارس المهنية ، التعليم مجاني في جميع المدارس الحكومية وبالنسبة للكتب وبقية الوسائل التعليمية فهي تعار إلى الطلبة وعليهم إعادتها في نهاية العام الدراسي أو دفع جزء من قيمتها إذا ما أرادوا الاحتفاظ لها .

رياض الأطفال

ليست جزءاً من النظام المدرسي الحكومـي ، وترعى هذه الرياض الكنائس والجمعيات الخيرية والبلديات ، ويتركز هدفها الأساسي في التربية الاجتماعية لتنمية شخصية الطفل وتأهيله لتحمل المسؤولية والعيش مع الجماعة ।من المميز أن رياض الأطفال لم تعد تصبح رفاهية للأطفال بل أصبحت منذ عام 1996م حقاً قانونياً تكفله الدولة

نظرة عامة إلى النظام المدرسيللآباء الذين يبحثون لأبنائهم مدارس مناسبة خيارين اثنين:
1) مدارس الولاية المتواجدة في أحياءهم.
2) البدائل: وهي كالتالي:
- مدارس والدروف (بلغ عددها 187 في 2003)।- مدارس طريقة منتسوري (272 مدرسة)- Freie Alternativ schule (عددها 65 مدرسة)- مدارس الأبرشية الكاثوليكية (114 مدرسة) أو البروتستانتية (63 مدرسة).التعليم مجاني بالنسبة لمدارس الولاية ولكن بالنسبة للبدائل فيجب على الآباء دفع قيمة معينة لتعليم أطفالهم .بعد المرحلة الابتدائية التي تنتهي بعد أربع سنوات وفي سن العاشرة ، فإن للطلبة عدة خيارات أساسية لإكمال تعليمهم الثانوي:


المدارس الرئيسية: حتى الصف التاسع ، أي أن التعليم فيها لمدة خمس أو ست سنوات ، وهي تقدم لتلامذتها معلومات أساسية عامـة وتشمل: اللغة الألمانية والرياضيات والعلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية وفي لغة أجنبية ودروسا في مجالات العمل التطبيقي ، وفي الغالب يلتحق الطلبة في التدريب المهني.
المدرسة الثانوية العليا: من الصف الخامس إلى الصف الثالث عشر ، أي أن الدراسة تبلغ فيها مدة تسع سنوات ، وهي تقدم لملتحيقها تعليماً موسعاً في مختلف الفرع لتهيئة من يتخرج منها للالتحاق بعد ذلك بالجامعات والمعاهد العليا ، ويوجد من ضمن هذه المرحلة مرحلة يطلق عليها ثانوية عليا تشمل الصفوف 11 و 12 و13 يحل فيها نظام الدورات بدلاً من الصفوف التقليدية ، وبإمكان الطالب أن يركز اهتمامه على مجموعة من المواد يميل لها بشكل خاص ، ويوجد ثلاثة أفرع وهي: فرع اللغات والآداب والفنون ، وفرع العلوم الاجتماعية ، وفرع الرياضيات والعلوم الطبيعية والتقنية ، وبجانب هذه مواد هذه الأفرع يوجد مادتين إلزاميتين هما: الرياضة والديانة ، وتنتهي هذه المرحلة باختبار التلميذ في اربع مواد يحصل بعد أن ينجح فيها على الشهادة الثانوية العامـة التي ستؤهله للالتحاق بالجامعات والمعاهد العليا الاختصاصية.
المدرسة المتوسطة: تبلغ مدة الدراسة فيها ست سنوات من الصف الخامس وحتى العاشر ، يحصل فيها الطلبة بعد تخرجهم على شهادة الدراسة المتوسطة التي تؤهلهم للانتساب إلى المدارس الفنية أو المدارس الفنية العليا .
المدرسة الشاملة: تجمع هذه المدرسة بين أساليب الأنواع الثلاث السابقة ، ويقضي فيها الطالب من الصف الخامس حتى الصف العاشر

السنة الدراسيةتبدأ السنة الدراسية بعد الإجازة الصيفية ووقت بداياتها يختلف بين كل ولاية وولايـة ، وتقسم السنة الدراسية إلى فصلين اثنين ، ويوجد 12 أسبوع من الإجازات بالإضافة إلى الإجازات العامة ، تواريخ هذه الإجازات مختلفة بين كل ولاية وولاية ولكن بشكل عام يوجد 6 أسابيع إجازة في الصيف وأسبوعين لإجازة الكريسمس ، بقية فترات الإجازة تكون في الشتاء والخريف।بالنسبة للطلبة الذين يفشلون في تجاوز السنة الدراسية لعدم تحقيقهم المتطلبات الدنيا فعليهم إعادتها وهذا ما يحدث لـ 5% من الطلبة كل عام.الجداول الدراسيةللطلبة حوالي 30 إلى 36 حصة في الأسبوع ، كل حصة تأخذ 45 دقيقة ، ولكن المدارس الثانوية الخاصة تغيرت إلى 90 دقيقة لكل حصة ، حيث يتم اعتبارها على أنها حصتين بالنسبة للنظام التقليدي.يوجد حوالي 12 موصوع إلزامي يجدب أن تكون في الجدول: مادتين أو ثلاث للغات الأجنبية ، فيزياء ، أحياء ، كيمياء ، وأيضاً دراسات اجتماعية والرياضيات ، والموسيقى ، والفن ، والتاريخ ، وألمانيا ، والجغرافيا ، والتعليم الديني .بالنسبة لنشاطات العصر فهي قليلة في المدراس الألمانية ، وهي تكون موجهة بشكل رئيسي إلى النشاطات الرياضية والموسيقية والمسرحية ، إلا أن الألمان يستغنون عنها بنوادي خاصة لمثل هذا النوع من النشاطات من دون الاعتماد على المدرسة.

التنظيم والإدارة التعليميةبالنسبة لتوظيف المعليم من قبل وزارة التعليم في الولاية ، وبعد مدة معينة يتم تثبيته مدى الحياة كمعلم ، يتم أيضاً انتخاب مجلس آباء حتى يوصل صوت آباء الطلبة إلى إدارة المدرسة ، يوجد أيضاً مجلس للطلاب ، حيث ينتخب كل صف دراسي طالب أو طالبين (عادة ما يكون الطالب الأول ذكراً والآخر انثى) ، يوجد أيضاً ما يسمى فريق رؤساء المدرسة الذي ينتخبه الطلبة مرة في السنة ، والغرض الرئيسي من هذا الفريق تنظيم الحفلات المدرسية ، والبطولات الرياضية وما شابه।البلدة المحلية مسؤولة عن مبنى المدرسة ، وتوظيف البوابين والسكرتارين ، ولمدرسة متوسط عدد طلابها 600 إلى 800 يتم توظيف بوابين اثنين وسكرتير واحد ، أما بالنسبة لإدارة المدرسة فهي مسؤولية المعلمين حيث يتم تخفيض إلتزامات المعلم بالنسبة لواجباته التعليمية كلما شارك أكثر في الإلتزامات الإدارية


العيوب
ليس النظام التعليمي الألماني كاملاً بل فيه عيوب وعيوب قد تكون خطيرة ، فالمدارس تعاني من إجحاف اجتماعي حاد فأبناء الطبقات الميسورة يذهبون إلى ما يريدون من بين أنواع المدارس بينما أبناء الطبقات الفقيرة يذهبون منذ العاشرة إلى المدرسة المتوسطة وبعدها إلى المدارس المهنية।من بين العيوب أيضاً ضعف نسبة الإنفاق على التعليم حيث أنها تنفق 9.7% فقط بينما المكسيك تنفق ما نسبته 24.3% ، وهي متأخرة عن الدول الأوروبية المجاورة بعدد ساعات التدريس اليومية وعدد التلاميذ في الصف الواحد ، وعدد الشهادات الجامعية في كل فئة عـمرية .وفي تقرير أصدرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD ذكرت فيه أن المدرسة الألمانية تحتل السابعة عشر في الرياضيات والمرتبة السادسة عشر في العلوم الفيزيائية والطبيعية وتشمل الدراسة أكثر 32 دولة تقدماً في العالم ، وفي تقرير سابق للمنظمـة ذكر فيه أن تلاميذ المدارس الألمانية يجدون صعوبة في تهجئة الكلمات وفهمها وأن 25 بالمئة من طلاب المدارس الألمانية لا يحسنون قراءة نص ألماني بسيط.


فوائد ممكن نستفيدها من التجربة الألمانية في التعليم
أعتقد أن هـناك ثلاثة فوائد من الممكن الاستفادة منها في هذه التجربة:1) الرجوع إلى التراث: رجعت ألمانيا إلى نفسها ولم ترجع إلى غيرها حينما ابتدأت إعمار نفسها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، فهي لم تستورد الأنظمة الجامعية الموجودة في أمريكا وغيرها بل رجعت إلى المبادئ التي أرساها فيلهلم فون هومبولت حينما ابتدأت نهضتها الجامعية। ومن هـنا فهل نعتقد مثلاً أننا سنرجع في أحد الأيام إلى أنفسنا ونعيد دور المسجد كما كان أيام العصور العباسية والأندلسية .2) القدرة على التكيف والتطوير: ظهرت إلى العلن المعاهد الاختصاصية العليا نتيجـة لحاجة ألمانيا إليها حتى تحل مشاكلها في نهاية الستينات ، فقد كانت في حاجة مؤسسات تخرج الطلبة بسرعـة مع حفاظها على الجودة . أيضاً فقد قامت ألمانيا بحملة إصلاحية عام 1998م لجامعاتها.3) العار في أن تسلم نفسك للفشل وليس أن تفشل: من أفضل الصناعات العالمية حالياً هي الألمانية وهذا يعود إلى أن المصلحين الألمان لم يقنعوا أنفسهم أنهم أمـة مهزومة بعد الحرب العالمية الثانية لن تقوم لهم قيامة ، بل أعادوا أنفسهم وعمروها وهاهم اليوم يطالبون بمقعد دائم في مجلس الأمن.

1 التعليقات :

Anonyme a dit…

أنا فني في التكييف و التبريد و التسخين
، أريد مواصلة الدراسة في ألمانيا
كيف أحصل على الوثائق المطلوبة و معاليم التسحيل ؟
و أهم الجامعات الألمانية التي تدرس هذا الاختصاص
الرجاء الاتصال على هذا العنوان
oussamaamri1@gmail.com

تصميم وتطوير عالم المهووسين