كيف تكون معلما ناجحا

يوم vendredi 28 décembre 2007 القسم : 0 التعليقات

كم هو جميل ذلك المعلم الذي يأتي مدرسته محملا بنشاط وحيوية تكسبه دوما العزيمة والاجتهاد والتفوق في عمله . متطلعا لمستقبل زاهر لوظيفته وطلابه عاقدا العزم أمام عينيه ليثبت ذاته في عمله ومدرستهولكننا في مقابل هذا المعلم نجد معلما متكاسلا لا يسر بكونه معلما في المدرسة بل هو ينقم أساسا على الوظيفة والمدرسة ، وإذا ما جلست معهم لتناقشهم في وجهة نظرهم والعتامة السوداء التي ينظرون بها للمهنة والمدرسة ستجد بعضهم يحمل اللوم على المدير وبعضهم على مساعد المدير وبعضهم على المشرف ذاته وآخر على النظام وبعضهم على المدرسة بأجمعها ولذلك جاء هذا المشغل لإخواني معلمو ومعلمات الساحة علنا نصل إلى تغيير نظرة كثير من المعلمين ..........................* يتلخص هذا المشغل في عدة مواضيع منها:1- ما هو النجاح2- أصناف المعلمين3- صفات النجاح بالمدرسة4- مدى استفادة المعلم من المشغل
من أين جاءت فكرة المشغل ؟كوني في الحقل نفسه حقل التعليم ، فأنا أجلس مع كثير ممن يشاركوني الحقل نفسه لنبدأ الحديث عما يجري في الساحة التدريسية وما يعترينا من مشكلات وعوائق تعيق السير للعملية التعليمية ।ومن خلال الكثير من الجلسات أجد أن المشتغلين بالحقل المدرسي ينقسمون إلى قسمين هما :-1- قسم المعلمين واللذين يحملون اللوم في المدرسة على الإدارة المدرسية في كل صغيرة وكبيرة كون أن الإدارة هي المسئولة عن النظام المدرسي وعن المعلمين فأي مشكلة صغيرة تظهر في الساحة المدرسية تجد المعلمين يبدؤون بقصف الإدارة المدرسية وكونها فاشلة في التعامل مع المدرسين أو الطلاب।2- قسم الإدارة المدرسية نفسها وهم المدير ومساعده وممن يقومون بالأعمال الإدارية ومساعدة المدير يلقون هم ايضا اللوم على المعلمين في كونهم مهملون في آداء واجبهم الوظيفي ولاهم لهم إلا إلقاء اللوم على الإدارة المدرسية من غير السعي في مساعدة الإدارة المدرسية وتوجيهها .وكمحاولة للتقريب بين الطرفين الإدارة والمعلمين حتى يتسنى للجو المدرسي أن يكون جوا متعاونا يسير بخطى ثابتة راسخة فكان لابد من تحديد مجموعة من النقاط يسير عليها المعلمون والإداريون لكي يكتمل البناء المدرسي ويسير بخطى واضحة وثابتة

وهي كيف تكون معلما ناجحا بمدرستك ؟قبل الشروع في عملية تحديد المعايير التي يتبعها المدرس لنجاحه في مدرسته لا بد بداية أن نصنف هؤلاء المدرسين إلى عدة أصناف حتى يتسنى لنا معرفة مدى استعداد كل فئة في تقبل هذه المعايير والعمل بها .من خلال اطلاعي ممن يعملون بحقل التدريس والجو المدرسي أقسمهم بوجهة نظري إلى ثلاثة أصناف وهم:1- المعلم المتحفز2- المعلم المترقب3- المعلم المتكاسلأولا المعلم المتحفز :-هذا الصنف من المعلمين جميل في تطلعاته يرقى دوما إلى كل ما هو جديد ويحب كل ما هو جديد في الحقل التربوي يسارع في إبداء الرأي والمشورة يأخذ ويعطي تجده شعلة في النشاط يطمح في الرقي والتميز في عمله .ثانيا المعلم المترقب :-هو معلم حذر يسير بحسب ما تسير به الأمور فمع المهملين هو مهمل ومع المتحفزين هو متحفز طموح بقدر ما تتسنى له الفرصة ولا يحاول السعي وراء التغيير في مدرسته . إذا جلس مع الإدارة يشاركهم الرأي في إهمال المدرسين وإذا جلس مع المدرسين يشاركهم الرأي في إهمال الإدارة لا يعرف له طريق .ثالثا المعلم المتكاسل:-هذا الصنف من المدرسين تجدهم غير مباليين بالعمل مهملين في التعامل مع واجبهم لا يهمهم كيف هو الجو المدرسي فهو لا يعنيهم وكلما كان الجو المدرسي متسيبا كلما فرحوا أكثر به .فهذه أصناف المعلمين في كل مدرسة لا تخلو من وجود هذه الأصناف الثلاثة ولذلك كل صنف منهم له هدف معين وبالتالي فإن هذا المشغل سيسلط الضوء كيف يكون المهمل والمتحفز والمترقب في درجة سواء فإلى تعريف النجاح الذي نطمح إليه
ما هو النجاح ؟؟؟؟؟؟النجاح هو التوازن في أربعة جوانب هي :1- العقل 2- الجسم 3- الروح4- العاطفةلكي تكون معلما ناجحا في وظيفتك يجب أن تحدد ما هو النجاح الذي تريده وما هو تعريفك للنجاح الذي ترغب به فهل تقصد من نجاحك المال أم الشهرة أم السمعة وغيرها من الأهداففي رأي يكمن النجاح في أربعة جوانب هي : 1- العقل : تنمية العقل جانب مهم من جوانب النجاح فالقراءة والثقافة والإطلاع لكل ماهو جديد عنصر مهم لتشكيل النجاح فأنت في حديثك للآخرين يجب أن تكون مطلعا قادرا على إقناع الغير من خلال قراءاتك وثقافتك فتنمية العقل عنصر مهم من عناصر تشكيل المعلم الناجح وللعقل كما هو معلوم أهمية عظيمة في الإسلام فقد كرم الله الإنسان بالعقل وجعله ميزان التكليف لديه فالعاقل إذا بلغ صار مكلفا ।2- الجسم :- يقال العقل السليم في الجسم السليم فجسم بلا عقل لا يساوي شيئا والعكس أيضا ولذلك حرم الإسلام كل ما يضر بالجسم أو العقل لارتباطهما ببعض والله يقول ( واحل لكم الطيبات وحرم عليكم الخبائث )والجسم لابد من الاهتمام به وبصحته حتى يستطيع الإنسان تحقيق ما يصبو إليه من نجاح .3- الروح :- لابد أن تكون روحك متصلة بخالقها فتأدية الشعائر الدينية والنية الخالصة لله في الأعمال تعين الإنسان على تحقيق نجاحاته فصقل الأرواح شيء مهمل حتى يتخلص الإنسان من العجب والرياء والحسد والبغض فالأرواح كما قال عليه الصلاة والسلام ( جنود مجنده )4- العاطفة :- لابد من الحب للشيء الذي تعمله حتى تبرع فيه لن تحقق نجاحا من غير حب سواء حبا للعلاقات أو العمل أو المكان الذي تعمل فيه فحب هذه الأمور تكسبك نجاحا عاطفيا إذا برأيي أن هذه الأربعة جوانب لابد أن تتوفر حتى يكون هناك نجاح شامل .لكي يكون المعلم ناجحا في مدرسته مستعدا لكل حادث قادرا على أن يجدد في مجال عمله فقد رأيت أن عليه أن يلتزم بعدة صفات حتى يحقق النجاح المطلوب .
إقرأ البقية


طالما يراودني تفكير ما يدور في رأسي دور الرحى.. يحرك اوتار ذاتي.. يكاد يلمس نبض قلبي.. اعتقد انه نابع من صفحة الضمير وصفاء الروح والصدق مع النفس.. الصدق معك ايها المطلع على اسراري.. يامن تقرأ في صفحات مذكراتي التي لم اسمح بنشرها، ولكنها قد تنشر في يوم من الايام دون علمي او بعد ان اودع الصفحة الاخيرة منها الى الابد. واعتقد انها لن تنشر فلعل مقص الرقيب او فرامته الكهربائية تقطعها اوصالا صغيرة لتذروها رياح الزمن في مزابله الكثيرة الواقعة بأطراف مدينتنا العامرة، واذا تم نشرها رغما عن انفي ارجو منكم ايها القراء ان تغضوا الطرف فلست الا ضحية من ضحايا ذلك الواقع، الواقع الذي وجهني او بالاحرى اجبرني على ان اسير مع التيار، وان اطبل مع القوم، وان اكون كما ارادوا هم ولم التفت الى ما اريده انا.
لقد انتابني شعور ما ذات صباح وانا امارس عملي كمعلم فلست ادري اكنت معلما بالفطرة، ام باسقاط الواجب، ام بطريقة شغل اي وظيفة والسلام كما يقال، ولا ادري هل انا الوحيد الذي اشعر بذلك؟ ام ان هناك من المعلمين من حصلوا على شهاداتهم الجامعية عن رغبة ذاتية.. ام انهم وصلوا الى ما وصلوا اليه من اجل الوظيفة فقط.
هذا ما شعرت به وانا ادخل على الطلاب عند ابتداء الحصة الاولى، اذ كيف يمكنني ان اصل بادائي التعليمي الى المستوى المطلوب وانا لما اصل بعد بقناعتي الذاتية الى كوني من المعلمين الاكفاء الذين يمكن الاعتماد عليهم، لقد قارنت بين قدراتي الذاتية وقدرات بعض المعلمين المتوثبين بعزائمهم القوية وهممهم العالية ليصبحوا من الاكفاء بكل ما لهذه الكلمة من معنى ولكنني وجدت بونا شاسعا بيني وبينهم اذ لم اصل الى المستوى الذي يمكنني من تحقيق معادلة بناء جيل اليوم لاستلام زمام المرحلة القادمة والتطلع للمستقبل، نعم يمكنني ان احضر الدروس والقيها على الطلاب وان اسـألهم واقومهم واقيمهم الى اخر هذه القائمة، ولكن هل يمكنني ان اكون معلما حقيقيا 100 بالمائة اتحلى بشيء او باشياء متعددة من المواكبة للتطور العلمي والمعرفي، معلما مثقفا متواجدا في الساحة يعرف من اين تؤكل الكتف، او «يفهمها وهي طايرة» كما يقولون في المثل الشعبي، معلما يتعامل مع الطلاب معاملة الاب لاولاده، معلما ياخذ بروح العلم ويحببه لقلوب الطلاب فيعشقونه وتتشرب نفوسهم به وتستنير عقولهم بمنافعه اني اشك في ذلك.
لقد اكتشفت في ذلك الصباح انني ـ بكل صراحة ـ لست معلما حقيقيا فما ان بدأت بكتابة خلاصة الدرس الجديد على السبورة الخضراء حتى فاجأني احد الطلاب بقوله: استاذ لو سمحت عندي سؤال، فاشرت اليه ان يسأل فقال: انت تعلمنا مادة القراءة والنصوص الادبية فهل لديك اي ميول للكتابة الادبية؟ هل لديك اي كتابات نشرتها في الصحافة؟ هل لديك اراء حول ما يجري من الاحداث؟ هل ابدعت نصوصا ادبية ترتبط بواقع مجتمعنا وامتنا؟ فكان لهذه الاسئلة وقع كوقع الصاعقة ولم اعرف لاول وهلة ماذا اقول لانني بكل صراحة ليست لدي اي ميول ادبية ولا ثقافية، لم اكتب يوما قصيدة او خاطرة او مقالا ثقافيا او ادبيا، لم اشارك بأي رأي في منتدى للحوار او ندوة ثقافية، وكل الذي كتبته في حياتي هي المواضيع التي كنت انقلها من هنا وهناك لمادة التعبير، حتى ان الابحاث التي كنت اقدمها للجامعة اشتريتها من بعض الاشخاص ممن يقومون بكتابة ابحاث جاهزة معلبة استعدادا لبيعها على المحتاجين امثالي مقابل مبلغ من المال، والاغرب من ذلك انني كنت اشتري بعض الابحاث من بعض محلات خدمات الطلاب والطالبات لاخواني واخواتي، كل ذلك بسبب الركون لحياة الدعة والراحة والتذمر حتى عن محاولة الكتابة والتعبير عن مكنونات انفسنا وما تنطوي عليه سرائرنا من انطباعات ورؤى، وكم كنت اعجب من نفسي لانني امارس الكذب فاكذب، واكذب.. واكذب.. حتى اصدق نفسي.
اجبته بشيء من «دبلوماسية» المعلمين ـ وانا ممتعض بالطبع: لا يشترط في المعلم ان يكون كاتبا او شاعرا او مشاركا في طرح الاراء حول المجتمع والامة، ولكن لابد ان يكون مطلعا على ثقافة عصره.
كان هذا الجواب هو ما اسعفتني به ذاكرتي من الالفاظ والكلمات المحشوة في صندوق ذاكرتي حتى انني توقفت في مساحة تفكيري عند كلمة «ثقافة عصره» لانني بكل صراحة ايضا لا اتابع الا اخبار الرياضة ولم آبه يوما باخبار مجتمعنا من حيث الوحدة والالتحام الوطني واحترام الاخر ولم اكترث باخبار عالمنا الاسلامي ولا اعرف شيئا عن خارطة الطريق او «خربطته» كما يقولون، ولم اتابع اتفاقيات السلام وتداعياتها لاحقا ولم اقرأ عن منظمة التجارة العالمية واثرها الاقتصادي السيئ على الشعوب المستضعفة حيث الغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرا او مخططات البيت الابيض لحماية مصالحها في الشرق الاوسط على حساب الشعوب كما لم اهتم بما سموه الشرق الاوسط الكبير، ولم يهمني ابدا ما اطلقوا عليه صناعة الكوارث وانتهاك حقوق الانسان في وضح النهار من قبل قوات الامريكان والحلفاء في العراق وافغانستان، ومحاولاتهم للتدخل الصارخ في السودان بحجة ازمة «دارفور» وكل الذي اعرفه واعطيه اهتماما كبيرا في حياتي هو مايدور على المستطيل الاخضر من الدوري الرياضي ـ مع الاعتذار لكل هواة الرياضة او القائمين عليها لانها تعتبر الهاجس الكبير لغالبية شبابنا في هذه الايام ـ ويا لها من ثقافة قومية تدفع الاجيال الى معرفة واقعها ومعرفة ما يحاك ضدها من المؤامرات خلف كواليس البيت الابيض والكنيست الاسرائيلي وما يفكر فيه رجالات السياسة في اوروبا تجاه عالمنا العربي والاسلامي بشكل عام، لقد مارسوا ضدنا كل وسائل الاستلاب الثقافي حتى نسينا انفسنا وتهنا في في طخية عمياء لا اول لها ولا اخر وقد اكتشفت ذلك مؤخرا بعد ان عقدت العزم على الخروج من شرنقتي التي حبست نفسي فيها سنين طويلة لقد عدت الى فطرتي واكتشفت ذاتي وعرفت اين انا.. عرفت ما يراد مني ومنا جميعا.. عرفت اين موقعي من الاعراب.
عاد الطالب بعد ان سمع جوابي الدبلوماسي وسأل سؤالا اخر: هل كان تخصصك الدراسي عن رغبة ذاتية؟ وبالتالي هل احببت يوما ان تكون معلما؟ هنا شككت في امر ما لان الطالب وضع يده على الوتر الحساس، واعتقد ان هذا الطالب قد قرأ افكاري او ان لديه طريقة ما لقراءتها فطلبت منه بشيء من الغضب: لا تحضر غدا الا مع ولي امرك وسوف ابلغ المرشد الطلابي بذلك.
في اليوم التالي حضر والده فقلت له: ان ابنك يعاني ضعفا في فهم بعض الدروس واعتقد انه بحاجة الى شيء من الاهتمام خصوصا في مواد اللغة العربية. وعدني والده خيرا ثم انصرف، الا انني اكتشفت بعد ايام ان الطالب تم نقله الى مدرسة اخرى بطلب خطي من والده وموافقة من المدرسة الاخرى، فكان ذلك مفاجئا لي الا ان هذا التصرف قد علمني اشياء كثيرة لن انساها ابدا فكم كنت متعاليا ومكابرا في ذاتي رغم يقيني بالخواء الذي كنت اشعر به، وكم كان الطالب عنيدا ابيا واثقا من نفسه.
إقرأ البقية
تصميم وتطوير عالم المهووسين